الأربعاء، 20 أغسطس 2008

الذباب الأخضر

ألمشهد هُوَ هُوَ. صيفٌ وعرقٌ ، خيال يعجز عن رؤية ما وراء الأفق. واليوم أفضل من الغد. لكنّ القتلى هم الذين يتجددون. يُولَدُون كلَّ يوم. وحين يحاولون النوم يأخذهم القتلُ من نعاسهم إلى نومٍ بلا أحلام. لا قيمة للعدد. ولا أَحد يطلب عونًا من أحد. أصوات تبحث عن كلمات في البرية، فيعود الصدى واضحًا جارحًا: لا أحد. لكن ثمَّة من يقول: " من حق القاتل أن يُدافع عن غريزة القتل ". أما القتلى فيقولون متأخرين: " من حق الضحية أن تُدافع عن حَقِّها في الصراخ ". يعلو الأذان صاعدًا من وقت الصلاة إلى جنازات متشابهة: توابيتُ مرفوعةٌ على عجل، تدفن على عجل... إذ لا وقت لإكمال الطقوس، فإنّ قتلى آخرين قادمون، مسرعين، من غاراتٍ أخرى. قادمون فُرادَى أو جماعات... أو عائلةً واحدةً لا تترك وراءها أيتامًا وثكالى. السماء رماديَّةُ رصاصية، والبحر رماديٌّ أزرق. أَمَّا لون الدم فقد حَجَبَتْهُ عن الكاميرا أسرابٌ من ذباب أَخضر!

ليست هناك تعليقات: