الأربعاء، 20 أغسطس 2008

ليل العراق طويل

ألعراق , العراق دم لا تجففه الشمس
والشمس أرملة الرب فوق العراق . يقول
القتيل العراقي للواقفين على الجسر : عِمتم
صباحاً , فما زلت حياً . يقولون : مازلت
ميتاً يفتش عن قبره في نواحي الهديل
ألعراق , العراق ... وليل العراق طويل
ولا يبزغ الفجر إلا لقتلى يصلون نصف صلاة
ولا يكملون السلام على أحد ... فالمغول
يجيئون من باب قصر الخليفة في كتف النهر
والنهر يجري جنوباً جنوباً , ويحمل أمواتنا
الساهرين إلى أقرباء النخيل
لعراق , العراق مدافن مفتوحة كالمدارس
مفتوحة للجميع , من ارمني إلى التركماني
والعربي . سواسية نحن في درس علم
القيامة . لا بد من شاعر يتساءل :
بغداد : كم مرة تخذلين الأساطير ؟ كم
مرة تصنعين الثماثيل للغد ؟ كم مرة
تطلبين الزواج من المستحيل ؟
ألعراق , العراق ... هنا يقف الأنبياء هنا
عاجزين عن النطق باسم السماء . فمن
يقتل الآن من في العراق ؟ الضحايا شظايا
على الطرقات وفي الكلمات . وأسماؤهم نتف
من حروف مشوهة مثل أجسادهم . وهنا
يقف الأنبياء معاً عاجزين عن النطق باسم
السماء , وباسم القتيل
ألعراق , العراق ,فمن أنت في حضرة الانتحار ؟
أنا لا أنا في العراق . ولا أنت أنت . وما
هو إلا سواه . تخلى الإله عن الحائرين
فمن نحن ؟ من نحن . لسنا سوى خبر
في القصيدة : ليل العراق طويل طويل !

ليست هناك تعليقات: